رثاء الملك كلكامش
رثاء الملك كلكامش
لقد بكى سكان الوركاء على كلكامش ، وارتفع نواحهم ، وقدموا من أجله القرابين إلى الإلهة ايرشكيكال إلهة العالم الأسفل، وذلك عندما فرض الموت على كلكامش من قبل الإله إنليل.
استنادا إلى نص مدون باللغة السومرية يعود إلى العصر البابلي القديم ويتألف من قسمين:
القسم الأول : يتضمن إحاطة الملك كلكامش علما بأنه منح الملوكية والثروة والشجاعة في المعركة، بخلاف الخلود فليس مقدرا له حيث أن الإله إنليل أبو كل الآلهة لم يقدر له الحياة الأبدية ، ثم يتبع ذلك وصف شعري لموت كلكامش ينتهي بلازمة ((رقد ، ولن يقوم ثانية)) وينتهي بالندب والنوح على كلكامش ـ في العالم الأسفل ، موضع الظلمة ، إنه سيضيء حقا .
ـ والبشر مهما كثرت أسماؤهم وأنواعهم .
ـ لن يخلف واحد من البشر أثرا للأجيال التالية يضارع ما يخلفه .
ـ إن الأبطال والحكماء ، مثل القمر الجديد لهم صعودهم وخفوتهم .
ـ لقد قدر مصيرك أن تحوز على الملوكية يا كلكامش .
ـ أما الحياة الخالدة فلم تقدر لك .
ـ ولكن لا يحزن قلبك من أجل تلك الحياة .
ـ فلا تبتأس ، ولا تقنط ولا تحزن .
ـ لقد وهبك السيادة على البشر .
ـ وقدر لك النصر في المعركة .
ـ الذي (قضى) على الشر قد رقد ، لا يقوم .
ـ الذي أقام العدل في البلاد قد رقد ، لا يقوم .
ـ إن سيد (كلاب) يضطجع ، ولن يقوم .
ـ الحكيم الوسيم يضطجع ، ولا يقوم .
ـ على فراش المنية المقدرة يضطجع ، ولا يقوم .
لم يسكت أهل المدينة ، صغارهم وكبارهم ، بل علا نياحهم ، كل الناس ارتفع نياحهم لقد نطق القدر ، هو ذا يرقد على السرير مثل سمكة أصابها الشص ، مثل غزالة أمسك بها الفخ ، كلكامش بن نينسون يرقد في قبره .
القسم الثاني : فيتضمن ثبتا بأفراد أسرة كلكامش ، وحاشيته ، وأتباعه ، وخدمه ، ممن ذهبوا معه إلى العالم الأسفل ، ثم ثبتا بالهدايا التي قدمها كلكامش لإلهة العالم الأسفل ، وفي مقدمتهم ملكة ذلك العالم (أيرشكيكال).
اقرأ أيضاً – انخيدوانا الكاهنة العليا في اور السومرية
المصدر : الأستاذ أحمد لفته – باحث اكاديمي