موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

الطائرة كرمز للخيانة: ماذا يعرف الإماراتيون عن “كريات غات”

97
image_pdf

إنها سخرية التاريخ ربّما، فعلى طائرة تحمل فوق مقدمتها كلمة “السلام” بثلاث لغات، واسم الطائرة من الناحية السفلى “كريات غات” وصل وفد صهيوني إلى أبو ظبي في زيارة اعتبرت فتحًا، ولكن لا أحد يفسر ما معنى هذا الفتح. وبالتأكيد ربما لا يعرف الإماراتيون مستقبلوا الوفد الصهيوني، قصة كريات غات، المستعمرة التي سمت الطائرة المسلحة تيمنًا بها.

فالطائرة هنا رمزًا للانتهاك والاغتصاب والنصر، كما كانت المستعمرة رمزًا لنصر يفتخر به الصهاينة، ليقيموا مستعمرتهم فوق جثة القرية الفلسطينية، عراق المنشية.

ولكن الأمر يذهب أبعد من هذا بكثير، فالصهاينة لم يكتفوا بقتل “عراق المنشية” وطرد أهلها أو إبادتهم، بل سرقوا التاريخ أيضًا من هذه القرية التي صمدت أكثر من غيرها، وكانت عقبة كأداء في وجه التقدم الصهيوني ما يجعل لاسيمها رمزية إضافية.

كريات غات اسم منهوب بدوره، فـ “كت” هي إحدى مدائن الفلسطينيين الخمسة الشهيرة في العصر القديم، ولا تمت بصلة لامن قريب ولا من بعيد لا رمزًا ولا واقعًا للغة العبرية أو اليهود.

وقد نمت كريات غات وتمددت لتشمل أيضًا أراضي الفالوجة، حيث حوصر الجيش المصري بقيادة الفهد الأسود السيد طه ومعه الزعيم جمال عبد الناصر، ولعل الإماراتيين لا يعلمون أن الفالوجة ترجع باسمها إلى “سيدي أحمد الفالوجي” الصوفي المهاجر من فالوجة العراق حيث مقبرة الأمريكيين إلى فلسطين.

ليس بعيدًا عن الرمزية أن تكون طائرة تجارية “مسلحة (طائرة بوينج 737-900، التي تحتوي على نظام دفاع صاروخي على الكتف – درع السماء) فهذا بعد آخر يجب النظر إليه والتمعن فيه.

هنا تكتسب الأفعال معانيها، فلا يمكننا عدم الربط وتجاهز الأسماء الملغزة، بالنسبة للطائرة التي وصل على متنها وفد أمريكي وصهيوني مرورًا بأجواء السعودية، ليقول كوشنير بوقاحة “هذا هو تاريخ الشرق الأوسط الجديد”.

وأضاف رئيس الوفد الصهيوني، رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات: “أنا متحمس وفخور – هدفنا هو تحقيق خطة عمل مشتركة لتعزيز العلاقات في مجموعة واسعة من المجالات: السياحة والطيران والعلوم والتكنولوجيا والصحة والاقتصاد”.

هذا “وربما اللحظة الانهزامية التاريخية هذه تجعل من حق بن شبات أن يعلن فخره وحماسه، كونها المرة الأولى التي يجتاز فيها هذه الأجواء علنًا بعد أن عبرها مئات المرات سرًا.

بقلم : أحمد مصطفى جابر – عبر :بوابة الهدف

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.