موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

جمهورية كردستان الحمراء 1923 .. 1929

1٬198
image_pdf

جمهورية كردستان الحمراء 1923 .. 1929

سكن الكرد في منطقة القوقاز منذ زمن بعيد، فقد هيمن الكرد الميديون على منطقة أذربيجان جنوب نهر آراس وشكلوا إمبراطوريتهم 700-900 قبل الميلاد.


وفي حوالي 934- 938م أقام “ديسم بن ابراهيم” امارته في آذربيجان وطرد الحمدانيين منها ثم لم يلبث أن ضعفت امارته، واستلم الحكم الأسرة الشدادية وهي من أوائل الأسر الكردية الذين شيدوا امارة في تلك المنطقة ومؤسسها “محمد بن شداد”، واتخذ (دوين) ثم (كنجة) عاصمة له وبدأت الدولة الشدادية في بناء القلاع والجسور والمدن والقصور وصك النقود وتحولت عاصمته الى مركز قوي وكبير يسيطرون من خلالها على المناطق المحيطة بأذربيجان وأرمينيا.

وتجدر الاشارة الى أن “صلاح الدين الايوبي” ينتسب الى الاسرة الروادية التي تمتد أصولها الى مدينة (دوين) حيث هناك صلة قرابة بين الاسرة الشدادية (شاه دادي) والأيوبيَة، ثم أتت الأسرة الهذبانية وأقاموا امارتهم خلال الفترة العباسية لكن ذكرهم اختفى بعد سيطرة المغول على كامل المنطقة وقضوا على الامارات الموجودة حينها.

أقرأ أيضاً :مع من يجب أن تقف روسيا في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا

وقد أخذ وجود الكرد يتبلور في القرن السابع عشر، عندما جلب الشاه الصفوي عباس الأول (24) قبيلة كردية من شرق كردستان واقليم خرسان من أجل تحصين وحراسة حدود الامبراطورية الصفوية الشمالية ضد العثمانيين.

وفي فترات لاحقة استقرت ما يقارب (600) عائلة كردية في منطقة كرباغ

وبعد قيام الثورة البلشفية بقيادة فلاديمير لينين ونتيجة لآراء الماركسية قام الاتحاد السوفياتي بتغيرات على صعيد إدارة الدولة، فتم منح كلاً من بولندا وفنلندا الاستقلال التام، وكذلك تم منح بعض الأقاليم والقوميات الأخرى حكما ذاتيا ومن بينها – جمهورية كردستان الحمراء.

بعد اتفاقية سايكس بيكو السرية التي شاركت فيها كل من فرنسا و بريطانيا وروسيا القيصرية، وذلك من أجل اقتسام مستعمرات الامبراطورية العثمانية فيما بينها، وقسمت كردستان إلى خمسة أجزاء، وتم إلحاق كل جزء بدولة مجاورة (سورية، العراق، تركيا، إيران، أرمينيا)، علماً بأن القسم الشرقي من كردستان كان تحت سيطرة إيران منذ عام 1514م.

كما ان لينين كشف سر اتفاقية سايكس ـ بيكو، وبذالك خسرت روسيا معظم حصتها من شمال كردستان، التي ألحقت بالدولة التركية، وبقي جزء صغير تابعاً للاتحاد السوفيتي.

وبعد أن تلقى لينين رسالة من قائد الحركة القومية في كردستان الجنوبية – شيخ محمود حفيد – يطلب فيها المساعدة السوفييتية للنضال ضد ا?مبريالية البريطانية ويلفت انتباهه إلى الاهمية الدولية للمسألة القومية الكردية.

ويقال إن لينين قد عبر عن اهتمامه بالمسألة إلى جانب اهتمامه بدور (الكرد السوفييت) إضافة إلى ذلك كان يجب تأسيس كردستان ذات الحكم الذاتي وكان يجب تخصيص 40 مليون روبل لهذا الغرض.

وردّاً على اتفاقية لوزان أعطت حكما ذاتياً لذلك الجزء الصغير في الاتحاد السوفيتي، وسمّي بـ (كردستان الحمراء)، وأصدر الزعيم السوفيتي (لينين) أمره الشخصي في يوم 7 تموز من عام 1923م بإنشاء جمهورية ذاتية الحكم لكرد أذربيجان وكان القرار من لجنة خاصة وعرفت هذه الحكومة باسم (كردستان الحمراء).

وبتاريخ 17 يوليو أكد على ذلك من قبل المجلس التنفيذي للجنة برئاسة الموظف الرفيع في البلشفية (س. كيروف)، وجاء هذا القرار كاعتراف رسمي منهم بالقومية الكردية، وأثبتت الأيام أن إقليم (كردستان الحمراء) كان وحدة إدارية نموذجية، وكان الهدف من إنشائه من قبل السوفييت هو لجذب تعاطف الشعب الكردي في باقي أجزاء كردستان الخاضعة لسيطرة كل من إيران وتركيا والعراق وسوريا والاستفادة من الحركات الكردية في تلك الأجزاء من كردستان الكبرى عند الضرورة.

وأصبح الاسم الرسمي لجمهورية كردستان الحمراء بالروسية (كراسنايا كردستان = Krasnyy Kurdistan)، وبالكردية:(كوردستانا سور =Kurdistana Sor)، وبالأذرية:(قيزيل كردستان = Qüzül Kyrdistan).

وشملت جمهورية كردستان الحمراء المنطقة ذات الأغلبية الكردية الواقعة قرب إقليم كراباخ التابع لأذربيجان، وأصبح يحدها أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، وبلغت مساحتها (6210) كم2، وعدد سكانها عام 1926 نحو (51426) شخصاً، منهم (37182) من الكرد، بنسبة 72،3%، والبقية من الأذريين 27,2%. وفي شهر آب من نفس العام عين (حسين حاجييف) رئيساً لمجلس الإدارة، وشكلت لجنة لتطوير الإقليم.

وتم اختيار مدينة (لاتشين =Laçîn) عاصمة لكردستان الحمراء ، وقسمت الجمهورية إلى أربع وحدات إدارية، وإلى ست دوائر : كولباجار، لاتشين، قوبادلي Qubadli، زنجيلان Zangilan، وجزء من جبرايل، وأقسام فرعية من قرقشلاق Karakushlak ، وقوتورلي Koturli، ومراد خانلي Khanli، وكرد- كنجي، وحاجي – وكان غالبية السكان من الكرد.
وعلى الرغم من أن درجة الحكم الذاتي الممنوح له كانت باهتة بالقياس إلى الأرمن المجاورين في مقاطعة ناغورني كارباخ المتمتعة بالحكم الذاتي، إلا أنها تجربة الحكم الذاتي شكلت على الصعيد السياسي أول تجربة كردية في العصر الحديث، وحصل تقدماً ملموساً على صعيد نشر الدراسات حول اللغة الكردية والتراث الكردي والثقافة الكردية، ومنحوا امتياز إصدار جريدة (كردستان السوفيتية)، وفتح معهد تربوي، وقاموا بتعليم الأطفال باللغة الكردية، والبث الإذاعي باللغة الكردية ، وكادت أن تكتمل المؤسسات الإدارية له في نهاية العشرينيات من القرن الماضي.

ولم تكتمل التجربة الذاتية الكردية في جمهورية كردستان الحمراء طويلا بسبب الظروف الدولة التي بدات في تلك المنطقة والتحالفات والتوازنات الدولية بين الدول العظمى الجديدة حيث كانت مصلحتهم في انهاء هذه التجربة والتي تعتبر اول تجربة حكم كردية بنظام جمهوري في العصر الحديث.

المصادر  : مواقع – فيس بوك 

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.