موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

“الشيوعي اللبناني”: المعركة ضد الخيانة مستمرة حتى تحقق أهدافها

125
image_pdf

 نظم “الحزب الشيوعي اللبناني” مسيرة شعبية حاشدة في ذكرى الـ ٣٨ لانطلاقة “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” (جمول) في بيروت.

وانطلقت من صيدلية بسترس مكان العملية الأولى وصولاً إلى محطة أيوب مكان العملية الثانية بحضور الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، وأعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية بالحزب، وممثلين عن القوى والاحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وهيئات نقابية ونسائية وثقافية، وحشد من الشيوعيين.

وقال الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، خلال كلمة ألقاها:”تحية إلى الرصاصات الأولى ومطلقيها إلى قوافل الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين والمقاومين الذين لم تزل جثامين البعض منهم محتجزة لدى العدو الصهيوني، وإلى عائلات الشهداء، وإلى كل الذين وقفوا يصلابة في هذه المعركة إلى جانب المقاومين من مختلف القوى والأحزاب والفصائل الفلسطينية فساهموا في انجاز التحرير بدون قيد وشرط والمواجهة مفتوحة”.

وأضاف “فعلى درب جمّول …مستمرون، لنبني مع انتفاضات شعوبنا العربية ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني والمواجهات الجارية في كل الساحات العربية مشروع الارتقاء بمسيرتها إلى مصاف مقاومة عربية شاملة ضد صفقة القرن وانظمة الخيانة واتفاقيات الاستسلام والتطبيع وآخرها اتفاقيتي الامارات و البحرين مع الكيان الصهيوني.

وأكد على استمرار الحزب حتى الوصول إلى أهدافه، وفي هذا السياق قال:”حتى تحقيق التغيير حفاظا على انجاز التحرير، تغيير النظام السياسي من تبعيته وطائفيته ومنظومته الفاسدة، واقامة دولة وطنية ديمقراطية مقاومة”.

وتابع :”مستمرون بالقول والفعل عبر انتفاضة شعبنا الذي وقف وانتصر لجمّول في شعاره: “الشعب يريد اسقاط النظام “. نعم انتصر لها في التغيير كما في التحرير. وما يجمع 16 أيلول و17 تشرين هو القضية الواحدة، قضية التحرر الوطني والاجتماعي الذي بها يخوض شعبنا صراعه الطبقي ضد المشروع الاميركي وأدواته من الخارج وضد الاستغلال الطبقي للمنظومة السلطوية المتحالفة معه في الداخل”.

وكما أكد غريب إلى أن “مواجهة منظومة الارتهان والتبعية، المنتقلة من وصاية إلى وصاية، هي مواجهة لأوصيائها الإمبرياليين والعكس صحيح. قائلا:”إن أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية يصرخون اليوم بوجه اركان هذه المنظومة السلطوية القاتلة: نحن جمّول، نحن من حرّر بيروت… وأنتم من فجّروها، وقتلتم أهلها، ودمرتم بيوتها ومؤسساتها، وعدتم وأحرقتم مرفأها طمسا لمعالم جريمتكم”.

وفي هذا السياق أضاف:”سقطت كل البدع التي استخدمتموها لتغطية فسادكم وتأبيد نظامكم الطائفي مع هذا الانهيار الكبير، فالأزمة ليست ازمة تشكيل حكومة، بل كانت ولم تزل ازمة تبعية نظامكم الطائفي المتفجّرة على غير صعيد. سقطت الميثاقية، والديمقراطية التوافقية الكاذبة، ووهم الحياد، ومعها سقطت المثالثة والفدرلة واللامركزية الموسّعة وطروحات الارتداد والتقوقع المذهبي بعد ان قدّمتم للشعب اللبناني عينة اولى من انتاجكم الجديد في مشاهد الاقتتال في البيئة المذهبية الواحدة بدء من بلدة اللوبيا مرورا بالطريق الجديدة وصولا إلى ميرنا الشالوحي.”.

وأردف “عبثاً تفتشون مع أوصيائكم وبهذا المشهد من الاذلال والخضوع عن عقد سياسي جديد خارج الدولة الوطنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية التي تنقذ شعبنا ووطننا المهدد بمصيره ووجوده وطنا وكيانا. 380 ألف طلب هجرة إلى الخارج طلبا للبقاء على قيد الحياة، مليون طالب لا يتعلمون، نصف الشعب اللبناني عاطل عن العمل خطر المجاعة والفوضى يقترب على الأبواب مع خطر رفع الدعم عن المحروقات والدواء والقمح وتحرير سعر صرف الليرة.

ولفت إلى أنه :”بدل أن تعلن هذه المنظومة فشلها وتتنازل لشعبها التي يطالبها بدفع الثمن، تذهب للتفاوض مع الأوصياء الجدد ومع صندوق النقد الدولي وتقديم التنازلات وتدفيع شعبها ووطنها الثمن تحت ستار حاجة لبنان لمساعدات وقروض خارجية موعودة من صندوق النقد الدولي ومؤتمر سيدر. وهو ما نحذر منه رافضين الخضوع لشروط الدول “المانحة” السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تطرحها هذه الدول وفي مقدمها تنفيذ صفقة القرن بشقها اللبناني في ضم مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتوطين اللاجئين الفلسطينيين وابقاء النازحين السوريين ونهب النفط والغاز وضرب مقاومة شعبنا، وزيادة الضرائب غبر المباشرة (ضريبة القيمة المضافة) وتعريفات الخدمات العامة الأساسية (الكهرباء)، وتقليص عطاءات أنظمة التقاعد والتقديمات الاجتماعية، وتبيع ما تبقى من مؤسسات عامة لصالح المصارف والقطاع الخاص المحلي والخارجي. بدلا من استرداد المال العام المنهوب وفرض الضريبة التصاعدية على اصحاب الريوع والأرباح والثروات الكبيرة وتحميل الخسائر للفئات التي حققت الثروات الطائلة ونهبت المال العام والخاص”.

وأشار “لم يعد للفقراء ما يخسرونه، لقد خسروا كل شيء. خسروا فرصة العمل ولقمة العيش وسقف البيت والمدرسة والأمان الصحي.
والآتي سيكون أعظم، والمواجهة ستكون أشد وأشرس، ولا خيار أمام شعبنا إلّا بقاء الانتفاضة مشتعلة، وحتى تبقى مشتعلة، لا أفق إلّا بتصعيد المواجهة وتحويلها إلى ثورة وطنية ديمقراطية تطيح بمنظومة الفساد ونظامها، بإرادة شعبنا ووحدة قوى التغيير ووضوح المشروع السياسي البديل “.

واختتم كلمته بالتأكيد على “مشروعنا كان ولا يزال هو هو: تحقيق التغيير المطلوب الذي من أجله انطلقت جمّول، مشروع بناء الدولة الوطنية الديمقراطية. عبر تغيير موازين القوى في بناء اوسع ائتلاف وطني سياسي للتغيير يطلق في أن المشروع السياسي البديل مع لقاء التغيير ومع مجموعات الشباب في الساحات والمناطق والتحالف الاجتماعي النقابي والبلدي المستقل وسائر القوى المنحازة للتنسيق والعمل المشترك والذي قطع الحزب مع حلفائه واصدقائه شوطا في بنائه .

 

المصدر – وكالات

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.