موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

السودان إضراب وتفاوض.. صراع بين العسكر والمعارضة

185
image_pdf
اختلطت الأوراق السياسية في السودان على وقع تهيؤ الشارع لبدء الإضراب العام اليوم والذي يستمر حتى يوم غد, حيث أعلنت أحزاب معارضة منها إسلامية مقاطعة الإضراب, في حين يزور قادة المجلس العسكري السوداني دولاً عربية للبحث عن دعم سياسي.

دخل الشارع السوداني من موظفين في القطاعين الخاص والعام اليوم الثلاثاء في “إضراب عام” لمدة يومين دعا إليه قادة التظاهرات بهدف زيادة الضغط على المجلس العسكري الحاكم لنقل السلطة الى المدنيين.

وتعثرت المحادثات بين تحالف “إعلان قوى الحرية والتغيير” الذي يمثّل المحتجّين وقادة  الجيش الذين تولوا السلطة عقب الإطاحة بعمر البشير في نيسان الماضي، بعد اختلافهما حول توزيع المناصب بين العسكريين والمدنيين.

وعلى وقع هذه التطورات تغيرت التحالفات والاصطفافات السودانية حيث يحاول الإسلاميون، الذين عملوا مع الرئيس السوداني المعزول عمر حسن البشير، العودة إلى الواجهة، وإن بشكل تدريجي، من بوابة الخلاف بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بشأن إدارة الحكم المرحلي، مع إظهار انحيازهم للسلطة المؤقتة خوفاً من مواجهة جديدة مع المؤسسة العسكرية.

وفي هذا السياق قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والمحاضر في جامعة أم درمان السودانية الزبير مصعب الزبير لوكالة هاوار خلال حديثه حول الدعوة للإضراب العام والسيناريو المتوقع لما يحدث في السودان “أتت الدعوة كما هو معلوم من قوى الحرية والتغيير كتصعيد حتى تضغط على المجلس العسكري وتكسب نقاط قوة في التفاوض بحيث يضطر المجلس لتقديم بعض التنازلات سواء كان في المجلس السيادي أو غيره”.

وتزامنت هذه التطورات مع هبوط طائرة رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان أمس في مطار جوبا، ليلتقي رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وذلك بعد يوم واحد من زيارته للإمارات التي بحث خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي تطورات الأوضاع بالبلاد في السودان.

واستنفر قادة المجلس العسكري الانتقالي خلال الأسبوع الماضي حيث جالوا عدة دول منها الإمارات ومصر والسعودية وذلك بحثاً عن دعم سياسي لسلطاتهم.

وحول رد فعل المجلس العسكري على التصعيد من قبل المعارضة وعلاقته بالجولات التي يقوم بها أضاف الباحث السياسي الزبير “لا أظن أن قوى الحرية والتغيير ستكسب شيئاً ملموساً بهذا التصعيد فهي لا تدري مدى تعقيد الواقع السياسي الراهن وأن المجلس العسكري يسير بخطى مدروسة بعناية ويستعمل سياسة كسب الوقت وأضف إلى ذلك الدعم الإقليمي (السعودي الإماراتي) له”.

وأظهرت الدعوة إلى الإضراب خلافات داخل تحالف قوى الحرية والتغيير، إذ أعلن حزب الأمّة القومي، أحد أبرز الأعضاء في التحالف، رفضه الإضراب.

وحول السيناريو المتوقع للأحداث السودانية قال الزبير “لا أنكر أن هنالك حلقة وصل خفية بين المجلس العسكري والنظام السابق فالخطة الآن هي أن يراوغ المجلس قليلاً ثم يُعطي قوى الحرية والتغيير (سلطة منزوعة الصلاحيات) فيتسبب ذلك في فشلها خلال الفترة الانتقالية (ثلاث سنوات) ثم تفقد قاعدتها الشعبية فتأتي الانتخابات الرئاسية ثم يفوز النظام السابق لكن باسم جديد لأنه ما زال يحتفظ ببعض الأموال التي راكمها خلال العقود الماضية”.

هذا وكان نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دلقو (حميدتي)، شدد أمس الاثنين من السعودية، على أن قوات الدعم السريع موجودة بدعم من الجيش، وقال إن قوى الحرية والتغيير “لا يريدوننا شركاء بل في موقع شرفي”، لافتاً إلى أنه لن يغلق باب التفاوض، ولكن يجب إشراك الآخرين.

وأكد نائب رئيس المجلس الانتقالي السوداني أن قوى الحرية والتغيير تريد تغيير كل الأجهزة بما فيها الدعم السريع والأجهزة الأمنية والمدنية، ووعد بمحاسبة المتورطين في الفساد، مشدداً على أن “الملف في صميم مسؤوليتنا”.

وأضاف حميدتي: “لدينا القاعدة الجماهيرية الأكبر في السودان”، مقسماً بأن المجلس العسكري لن يسلم السودان إلا إلى أيادٍ أمينة.

 

المصدر : وكالات

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.