غزة بين اللا حرب واللا سلم.. هل تنجح جهود إطفاء فتيل حرب قادمة
غزة | يعيش قطاع غزة، حالة من اللا سلم واللا حرب، بعد تكرار جولات القصف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية على القطاع، ورد الفصائل الفلسطينية على هذا القصف، حتى وصلت الأمور أخيراً إلى رفض الفصائل الالتزام بالتهدئة -وقعت بين الطرفين إبان حرب 2014 على القطاع- طالما يستمر الجيش الإسرائيلي بالاستهداف اليومي للمواطنين .
إسرائيل تتذرع بأن القصف يأتي رداً على استمرار مسيرات العودة بالقرب من السياج الفاصل بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقول إن حركة حماس مسؤولة عن إدارة هذا العنف، لذلك سيستمر القصف طالما ظلت المسيرات على حالها.
وما يجدر ذكره، أن مسيرات العودة السلمية، التي انطلقت منذ ما يزيد عن شهرين، للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، قوبلت بالعنف، وقتل الجيش الإسرائيلي، أكثر من 155 فلسطيني، وأصاب أكثر من 17100 آخرين، بحسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
الفصائل الفلسطينية، ترفض التسليم بقول وقرار إسرائيل، وتٌصر إذ ذلك، على رد القصف بالقصف، وتقوم بإطلاق قذائف صاروخية على المستوطنات القريبة من القطاع، في معادلة اسمتها “القصف بالقصف”.
وأمام تمسك الفصائل بهذه المعادلة، تسعر الحكومة الإسرائيلية تصريحاتها، وكذلك الجمهور اليميني الإسرائيلي، الذي يحشد لشن حرب جديدة ضد غزة، إذ يجمع المراقبون الإسرائيليون على أنه “من الضعف القبول بمعادلة تفرضها غزة، وعلى الجيش أن يرد بحملة عسكرية إذا استمر رد الفصائل على القصف الإسرائيلي”.
القطاع وقف على تل ملتهبة، في غضون هذه الحال المترنحة بين الحرب والسلم، فالميدان يشتعل يوماً بعد آخر، جولات القصف العنيف، تتكرر كل يومين أو ثلاث، وكذلك المستوى الإنساني المتدهور للقطاع، الأمر الذي يدفع الجميع في القطاع إلى الحرب كخيار للتنفيس عن غزة، في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية، وتشدديها الحصار المفروض ضد القطاع منذ ما يزيد عن 12 عام. مسؤولون أمميون، يحذرون من تبعات استمرار الحصار على غزة، وكذلك من رفع حالة الاحتقان العسكري الذي تقوده إسرائيل ضد القطاع.
مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ميلادنوف قال “الأمور تشير إلى أننا نقف على أعتاب حرب جديدة ضد غزة، ويجب على الجميع النظر إلى المستوى الإنساني المنهار بشكل كامل في القطاع، ودفع احتمالات الحرب بعيداً”.
التصعيد العسكري المتكرر، انحرف نحو خط التصادم الذي قال عنه الطرفان في البادية إنهم يحاولان تجنبه قدر الإمكان خلال الجولات السابقة، فقد قتلت إسرائيل خلال هذه الجولات فقط، طفلين و10 أفراد، ومن 8 من كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – بالإضافة إلى إصابة أكثر من 15 آخرين، هذا فقط خلال جولات القصف.
غير ذلك، هناك معلومات تتوارد تباعاً حول إعداد خطط للوصول إلى اتفاق بين إسرائيل وغزة، عبر محاولات إقليمية، تفضي إلى وقف إطلاق النار، وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، لكن هذا الحديث حتى الآن مجرد نظرية، ولا توجد هناك خطوة حقيقية.
ويخلص مراقبون لـ وكالة أنباء هاوار، أن “تزايد حدة التصعيد العسكري، يعني أن الأوضاع قد تتفجر في أي لحظة، صحيح أن جهوداً أممية تبذل لتهدئة الأوضاع، لكن شرارة الحرب اندلعت منذ مدة، وهي الظروف الإنسانية السيئة والمتجاهلة، التي يمر بها المواطنون في غزة، وهو ما يعني أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، لأن غزة لم تعد تحتمل كل هذه المعاناة المصبوبة عليها، وإسرائيل تدرك ذلك”.
المصدر : وكالات