خلق الإنسان الأول ” الأسطورة السومرية “
قراءات مشرقية || خلق الإنسان الأول || الأسطورة السومرية || اسطورة ادبا (الانسان الاول ) وهو ابن الاله إنكي ( ايا بالبابلية ) ، ملك وكاهن مدينة إريدو، حيث خلقه انكي وطلب منه ان يزود مائدة الالهة بالسمك .
وفي احد الايام وبينما ادبا راكبا قاربه هبت عليه رياح قوية قلبت القارب ,, فغضب ونطق بلعنات كسرت جناح الرياح الجنوبية ومنعتها من ان تهب لمد سبعة ايام، وكان لها دور كبير في امطار العراق القليلة اصلا في فصل الشتاء، ولما علم انو سيد السماء، غضب وطلب ان يمثل ادبا امامه ليحاسبه على فعلته .
فحين عرف انكي ان ابنه ادبا مطلوب في السماء امام انو , وجه له عدة نصائح لانه كان عارفا بعادات السماء ، فقال انكي لـ ادبا ان عليه ان حين يذهب الى السماء ان يرتدي ملابس الحداد وان يظهر الحزن الشديد ..وحين يقدمون له الزيت والملابس لاضير في ان ياخذها ولكن حذره من ان ياكل من الخبز والماء لانهما خبز الموت وماء الموت .
ذهب ادبا الى السماء بملابس الحزن فوصل الى البوابة فقابله الهين هما تموز و (نن- كَش- زيدا ) ، سألاه عن وجهته وسبب مجيئه ، فقال لهما ماصنعه بالرياح الجنوبية وانه حزين جدا على اختفاء الهين ، فسألاه من هما ؟ فاجاب ادبا انهما تموز و(نن- كَش- زيدا )، فسرا لتملقه هذا وسمحا له بالمرور .
وحين رأى سيد السماء الكبير انو ، مظهر ادبا الحزين وملابس حداده وندمه على فعلته ” رق قلب انو عليه ” وطلب ان يقدموا له الزيت والملابس والماء والخبز، ففعل ادبا ماقاله له انكي ” تدهن بالزيت ولبس الملابس ” لكنه رفض الماء والخبز” .
فضحك انو وساله عن سبب فعلته، فقال ادبا ان التزم بوصايا اباه الاله انكي سيد المياه العذبة والحكمة، وان هذا الماء ماء الموت، والخبز خبز خبز الموت، فكانت الصدمة في جواب الاله انو حين قال لـ ادبا، انه طلب باستبدل خبز الموت وماء الموت المقدم لادبا بـ خبز الحياة وماء الحياة اللذين يمنحان الانسان الخلود، تكريما لندمه على فعلته ، فخسر ادبا الخلود لعدم اكله من الخبز والماء تنفيذا لوصايا الاله انكي، فأمر انو بارجاع ادبا الى الارض .. ومن هنا بدأت معاناة الانسان مع الامراض والاخطار التي تتخللها الحياة .

المصادر :
الاساطير السومرية – صمويل كريمر
العراق القديم – جورج رو
الاساطير في بلاد مابين النهرين – صمويل هنري هول