تعرف على الفدائية الشهيدة ” أبتسام حرب “
أيقونات ثورية || الفدائية الشهيدة أبتسام حرب || المناضلات فتيات لسن كباقي الفتيات، قد يحلمن كباقي بنات جيلهن بالحب والعشق والوفاء ،ولكن عشقهن كان منذور للقضية والثورة ، ففي بلادنا نساء لسن كباقي نساء العالم، فهن يصنعن من خصال شعرهن مشانق لتُلف حول أعناق العدو، الشهيدة ابتسام فريد حرب ابنة الجبل.هي التي سنتحدث عنها اليوم .
هي شابة من بلدة “غريفة” الشوف لم تتجاوز 28 عاماً ،طالبة جامعية تدرس علم نفس ، رفيقة في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي ، انضمت لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي تصدت وبعنف للعدو الصهيوني بعد اجتياح لبنان عام 1982، وقدمت خيرة شبابها وشاباتها وعقولها للخلاص من محتل لايفهم إلا لغة الحديد والنار .
أقرأ أيضاً – الفدائية وفاء نور الدين
تفاصيل العملية
في ذكرى استشهاد المعلم والمفكر ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي “انطون سعادة” قامت فتاة الجبل الشهيدة ابتسام حرب بتنفيذ عملية إستشهادية بطولية على جسر البياضة.عند الشريط الحدودي الناقورة بتاريخ 9 تموز 1985، بعد العملية التي نفذها رفيقها في الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد” خالد الأزرق ” في الزاوية بخمس دقائق في الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والعشرين، تخطت حاجز القوات الدولية واقتحمت حاجزا مشتركا للعدو اليهودي وجيش لحد العميل بسيارة بيجو504 مجهزة بعبوة ناسفة تزن 200 كلغ من مادة أل ” ت.ان.ت” وأسفرت العملية عن سقوط 30 قتيلاً و جريحاً من جيش العدو وجيش العميل لحد برغم الطوق الأمني المفروض في هذه المنطقة ،وباتت سيارات الإسعاف والمروحيات تجوب المنطقة وتعمل على اخلاء القتلى والجرحى .
وقال مسؤولٌ للعدو معلقاً على العمليتين الاستشهاديتين المنفذتين، أي عملية الأزرق وحرب “ : أنهم ليسوا من الأشخاص المحليين..أنهم متعصبون عقائديون تدفع لهم وتدربهم سوريا التي تعهدت مسح إسرائيل عن الخريطة. و الحزام الأمني ليس سوى أحد أهدافهم، وإذا أزيل فسيحاولون الهجوم مباشرة على إسرائيل” .
كانت ابتسام تؤمن بقول ” سعادة ” أن أسمى الشهادات هي شهادة الدم وعندما يختاره الإنسان يكون قد اختصر كل المسافات وقدم دمائه قرباناً على مذبح انتصار وطنه ورفع الضيم والذل عن شعبه، وفي المقابلة التلفزيونية التي أجريت مع الشهيدة قبل تنفيذها للعملية الاستشهادية سئلت عن شعورها وهي تستعد للقيام بعملية نوعية ضد العدو الصهيوني والمتعاملين معه .
قالت: عندما فكرت بعمل يعطي لعمري معنى ولقضيتي دعم ومساندة للوصول للتحرير لم أجد إلا الاستشهاد وهو كان خياري الأوحد والآن وأنا بحالة التأهب والاستعداد للتنفيذ مهمتي ضد العدو وعملائه يخالجني شعور بأني سأقوم بعمل يعيد لأمتي الكرامة والمجد والبطولة…هذه الأمة التي عانت الويلات من جراء احتلال عنصري يمارس التشريد والقتل والمجازر الجماعية والاضطهاد والإرهاب ،ولأدع شعبي يتخلى عن كل تفرقة ويسعى للتحرير من الكيانات والطائفية والعشائرية ويحمل البندقية لقتال العدو الإسرائيلي وإذلاله وطرده ليس فقط من جنوب لبنان بل من كل شبر من أرض فلسطين الغالية .وكم تمنيت أن تكون هذه العملية داخل الأراضي المحتلة بفلسطين وأعمد أرض فلسطين الحبيبة بدمائي .
وها أنا على درب الشهداء الذين سبقونا من معلمي القدوة”انطون سعادة” والشيخ الجليل راغب حرب ومالك وسناء أمضي وأتمنى أن تنجح عمليتي وأقتل أكبر عدد ممكن من اليهود والعملاء حتى يكون هذا درس لكل غاصب ومتآمر ومتخاذل وحتى يعرفوا أنه لا نفرق بين يهود الداخل ويهود الخارج الاثنين بالنسبة لنا واحد ونفس الصراع معهما .
وصية الشهيدة ابتسام حرب : أقول لأهلي إنني اخترت هذا الطريق بإرادتي وبوعيي وبكل قناعتي، وأتمنى أن تفهموا معنى استشهادي وتدركوه لأنه الطريق الوحيد لنحرر أرضنا وشعبنا، ولنستعيد كرامتنا المهدورة .أتمنى أن يعملوا برسالتي ووصيتي ويكونوا بمستوى الشهادة التي قدمتها لهم ولقضيتي، لأن الشهادة التي سجلتها بدمي لم أسجلها لفئة أو لطائفة وإنما للأمة كلها وللشعب كله. وأنا من الشوف أعد نفسي من كل ضيعة ومن كل منطقة في لبنان ومسيرتنا ستظل وتحدينا لليهود سيظل وصراعنا مع العدو أينما وجد سيستمر أن كان داخل الأمة أو خارجها.
وأما لرفقائي في المقاومة اللبنانية أحييكم أينما كنتم في الوطن وعبر الحدود ،أحيي فيكم العزة والكرامة ، أحييك يا رفيقي وأنت تقاتل من أجل قضية أرضك وشعبك وتقدم روحك من أجل مبادئك، أنت القدوة لكل شباب أمتنا، وحدك لم تسقط في بئرالتعصب الأعمى . فقد حطمت الأقنعة عن الوجوه المزيفة لتظهر حقيقتك الناصعة. أحييك أينما كنت في الشمال والجنوب المحتل، فوق أعالي جبال صنين حيث تتدارى من البرد القارس بدفء عقيدتك. وجهك نور ساطع ينثر الضياء فوق ربوع الوطن في أحلك ساعات الظلام والوحشة. في جسد أمتنا جراثيم علينا قتلها وسحق أمثالها تحت النعال. لينهض شعب بلادي ويثور كما ثرت ، ويدوس الطغيان ويقضي على العملاء ويكافح أعداء الداخل الذين ساوموا على الوطن ،وأطلقوا شعارات وهاجة تخبىء وراءها مصالحهم العنصرية والتعصبية، يقولون أنهم أخوة ولا يتوانون عن التعامل مع الشيطان ليصلوا إلى مبتغاهم ، والشيطان ليس إلا عدونا اللدو، لم تكن الشهيدة ابتسام فتاة عادية، لم يكن دمها دماً هادئا في الشريان، كان دمها ثائراً منتفضاً على الظلم والاحتلال، كانت تؤمن بأن الحياة وقفة عزٍ فقط ..وأن النصر قرار وأننا ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ كما قال سعادة .
المصدر : أرشيف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية – الحزب السوري القومي الاجتماعي