موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

بيان الأول من أيار – الحزب السوري القومي الاجتماعي

691
image_pdf

بيان الأول من أيار
أيها القوميون الاجتماعيون،
يا ابناء الأمة،

في الأول من أيار #عيد_العمل_والعمال نحيي هذه المناسبة من نظرتنا الشاملة لمعانيها والتي تنطلق من حق العمال في تحقيق الإنتاج الذي هو معيار لتقدم الأمم واستقلاليتها، فالوجود الإنساني رهين الإنتاج، ومحكوم بوجوده أساساً لعملية الإنتاج، وعليه فكل حالة لا منتجة هي عدم، والعدم هو التوقف عن الحياة لصالح الفناء.

ولما كان الوجود الإنساني كحالة تميزها أفعال عقلية يتوخى منها نقل الإنسان من واقع إلى آخر أكثر نجاعة، وفي خدمة تطور أساليب حياتية تكون ذات بعد حيوي في سد حاجاته المادية والنفسية، لذلك اهتم الإنسان بعملية الإنتاج وعلى الصعد كافة المادية والنفسية، واعطائها صبغات تنبئ عن بعد إنساني يكتنف كل عمل إنتاجي محدداً كل عملية إنتاج حسب مركز صدورها وبما تحمله من صفات وخاصية تتجه لتشير إلى موقع صدورها بما تحمله من طابع يعبر عن نفسية من أنتجة ويحمل روحية ذلك المنتج.

إذاً الإنتاج مرتبط بالإنسان بحاجياته بانفعالاته النفسية ومشدودة إلى ترسيخ وجوده واستمرار هذا الوجود فلا إنسان بلا إنتاج ولا إنتاج بلا عمل والإنسان عامل منتج يرتبط نمط حياته بنوعية ومواصفات إنتاجه وهو دائم الهوس برفع وتيرة إنتاجه لسد حاجاته المادية وإرضاء تطلعه للأفضل وهذا سد لحاجاته النفسية العميقة منها والسطحية ومحور حياة الأمم يقوم على التنافس في الإنتاج والتعويض عن نواقصه بتعميم ثقافة العمل وضروراته لتصل الأمة إلى استثمار كامل مواردها العاملة والمساعدة على ترسيخ مفهوم العمل، والعمل بحد ذاته لا يمكن أن يكون عاملاً في نهضة أمة إذا اقتصر على سمة واحدة من تأمين أو توفير لجزء دون آخر واعتمد على الآخرين في عملية الإنتاج وحيث يحدث ذلك تبقى الأمة أسيرة للآخرين في توفير مناخ العمل، وعليه لا يحق لها أن تكون في مصاف الأمم المهتمة بالعمل، الأمم المناهضة هي تلك التي تتكامل في ثقافة أبنائها كل مضامين عملية الإنتاج من زراعة وصناعة وفكر لتتكامل أطر المناخ الإنتاجي ويحق لها أن تكون مشاركة في عملية البناء العملاني في الإطار البشري العام ولصالح الإنسانية جمعاء فارضة مفهومها الإنساني الخاص بها في مسيرة الإنسانية نحو التقدم والرقي الحضاري.

أبناء النهضة القومية الاجتماعية،
أبناء الأمة السورية،
عندما تشتد الكوارث على الأمة فلا مخرج لها إلا بالعمل المنتج، إن الأمة التي لا تسطيع أن تنفض غبار الكوارث تبقى متبلدة تحتها منتظرة من يعمل على إخراجها، ومن يمد يده ليساعد فقد قدم واجباً ليس عليه ولكنه بنفس الوقت سيحصل على حق ليس له، فإذا تكاثرت هذه الأيدي الممدودة تكاثرت الحقوق المنتزعة من حق وجود الأمة فتضيع حقوق الأمة بين الأمم ويتلاشى وجودها.

لا شك أن ما يمر بأمتنا وما مر بها من كوارث أضعف عندنا الاهتمام بهذا المفصل الحقوقي، وأفسح المجال لأمم أخرى بزيادة حقها في أمتنا ومنازعتنا حقوقنا، وليس أصعب من هذا الأمر أي أمر آخر، وتحت هذه الثقافة المنتشرة في مفاصل التفكير العملي لشعبنا لم يتم الانتباه لمسألة العمل وفكرته القومية ومدى أهميتها بالنسبة لحياة الأجيال واستمرارها، إن حالة الكيانية التي وجدت بفعل انكفاء فكرة العمل القومي الواحد والموحد في عموم أبناء الأمة أدى وبشكل سلس إلى تبعثر القوى وقبل ذلك أدى عدم وجود اقتصاد قومي متناغم مع حاجة نهوض الأمة إلى تركيز قيم العمل في زاوية دون أخرى وأدى ذلك إلى تبدي أراض كانت لتشكل محور النهوض الاقتصادي لمجموع الأمة ليأتي تقسيم الأمة إلى توزيع غير عادل لثرواتها وعلى عدة كيانات، فسقطت إمكانية بناء واقع اقتصادي متكامل وضاعت فرصة تعميم ثقافة عمل واحدة وتضارب الإنتاج بين الكيانات مع محاولة أن يكون كل كيان دولة وأمة والمضحك المبكي هو أن كياناً صغيراً لا يمتلك من أسباب الوجود سوى اسمه وإعانات يحاول أن يكون أمة في حين أنه أقل من أن يكون دولة.

مع بروز أهمية الاقتصاد في بناء ونهوض الأمم، بل واعتباره العامل الحاسم في رفاهية الأمم ومقدار بسط نفوذها، تطلعت القومية الاجتماعية لوضع الحلول لمشاكل الأمة الاقتصادية والإنتاجية فطرحت مشروعها القائم على إنصاف العمل وتوزيع الثروة ونيل الأمة حقوقها ضمن منظومة فكرية متناغمة تحل محل التفكير الفردي المستفيد على حساب الأمة والمرتبط غالباً بقوى ذات أطماع في جهد وثروة الأمة وحرمانها من ثقافة العمل إلا بما يخدم مصالحها.

إن البحث عن العمل يجب أن يكون من الداخل ونحو الداخل، وإن الاهتمام بالعمل دفع الأمم لتخصيص يوم للاحتفال لكنهم احتفلوا بالعمال وما قيمة العامل حين لا يكون لديه فرصة عمل، لذلك نحن نقول إن العمل قيمة هامة في تفكير ونمط حياة الأمم وأمتنا أحوج ما تكون بالاهتمام بالعمل وتجاوز الصعاب التي وضعت في طريقها لنيل ما تبتغيه، إن ثرواتنا وقوة سواعد وعقول عمالنا هي الأقدر على الإنتاج وإعطاء دور العمل في حياة الأمة والقومية الاجتماعية، أولت العمل أهمية كبرى وأولت النهوض بالإنسان ليكون منتجاً فعالاً وليس مجرد أداة إنتاج لقد اهتمت بعملية بناء الإنسان القادر على التمييز بين مصالح أمته ومصالح غيرها ودفعت به ليكون كتلة من الأخلاق ليستطيع أن يكون متوازناً في تحقيق مصالحه كفرد وتحقيق مصالح الأمة وتقديم مصالح أمته مهما كانت النتائج.

أيها المنتجون صناعة وغلالاً وفكراً، أنتم مدعوون اليوم لإعادة تقييم نظركم تجاه مصالح أمتكم، لا تسمحوا لأحد أن تسول له نفسه الاشتراك في حقوقكم القومية لأنكم بذلك تدفعون إلى أيديهم حقوق أبنائكم وأحفادكم. كونوا على قدر المسؤولية تجاه مستقبل أمتكم.

 

المصدر : عمدة الإذاعة والإعلام – مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي 

اقرأ أيضاً – بيان الجبهة الثورية في الشرق الأوسط

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.