موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

رغم مرور 105 أعوام… صور الإبادة الأرمنية ما زالت حاضرة في عقول وقلوب شعوب العالم

173
image_pdf

رغم مرور أكثر من 105 أعوام على ارتكاب العثمانيين جريمة الإبادة الجماعية الأرمنية إلا أن أصداء هذه الإبادة ما زالت تتردد حتى اليوم في شتى أرجاء العالم لكونها تعد من أبشع صور الانتهاكات المرتكبة بحق الإنسانية جمعاء والتي تتكرر في وقتنا الراهن على يد نظام أردوغان بحق شعوب ودول المنطقة سائرا في ذلك على خطا السلطنة العثمانية البائدة.

صور الإبادة الأرمنية ما زالت تنبض في عقول وقلوب شعوب العالم ولاسيما في الذاكرة الوطنية للشعب الأرمني وهو ما أكدته في حديث لـ سانا رئيسة جمعية الصداقة السورية الأرمنية الدكتورة نورا أريسيان موضحة أن هذه هي الذكرى الخامسة بعد المئة لجريمة القتل الجماعية بحق الأرمن التي تصنف في القانون الدولي بأنها جريمة إبادة جماعية.

وخلفت جريمة الإبادة الأرمنية نتائج عديدة على أرض الواقع لعل أبشعها حرمان الأرمن من وطنهم وممتلكاتهم وتهجيرهم في شتى أصقاع العالم ولذلك يحيي الأرمن هذه الذكرى بكثير من الإصرار لإعادة المطالبة بحقوقهم حسب الدكتورة أريسيان مبينة أن أهم ما يسعى إليه الأرمن هو تجريم تركيا بهذه الإبادة وتعويض حقوق الأرمن.

ونوهت أريسيان بإقرار سورية من خلال مجلس الشعب في الثالث عشر من شباط العام الجاري بالإبادة الأرمنية مؤكدة أن اقرار وادانة عشرات الدول للجريمة يفتحان المسار للمطالبة بحقوق الأرمن التاريخية والاعتراف بالإبادة وإزالة نتائجها وهذا من أهم المبادئ والأهداف الوطنية لتعزيز القيم والحقوق في العالم وتحقيق العدالة للشعب الأرمني.

كما نوهت أريسيان باحتضان الشعب السوري للأرمن حيث انهم رغم معاناتهم من سياسة التتريك على مدى قرون طويلة كانوا أول من احتضن الأرمن الناجين من بطش الإبادة الجماعية التي نفذت بأوامر مباشرة من العثمانيين مبينة أن السياسة التركية ما زالت تنتهج نهج الاجرام والاعتداء والقتل والإرهاب بحق الشعب السوري.

أريسيان أشارت إلى أن ظاهرة الاحتضان السوري للأرمن على امتداد الجغرافيا السورية تجلت آنذاك في الصحافة السورية والكتابات الأدبية للمفكرين والأدباء السوريين ومذكراتهم موضحة أن الأرمن الناجين الذين استقروا في سورية وأبناءهم عبروا أيضا من خلال هويتهم عن انتمائهم ووفائهم لسورية وانخرطوا في الحياة الاجتماعية السورية وتركوا بصماتهم في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية.

عضو مجلس الشعب جانسيت قازان أكدت من جانبها أن جرائم الإبادة المرتكبة من قبل العثمانيين بحق شعوب المنطقة والتي كان أبشعها بحق الشعب الأرمني تكررت على مر التاريخ بحق عدة قوميات ووصل إجرامهم لإقليم القوقاز وقاموا بتهجير مواطنيه قسرا إلى تركيا ومنهم الشركس ومارسوا ضدهم أبشع أنواع التعذيب حتى أنهم كانوا ينقلونهم بالبواخر ويلقونهم أحياء في عرض البحر الأسود وأبادوا قومية الأوبخ في القوقاز عن بكرة أبيها.

وتابعت قازان ان جرائم الإبادة المرتكبة من قبل العثمانيين جوبهت برفض شعبي واسع من شعوب المنطقة ولاسيما في سورية ولبنان وفلسطين تجسد باحتضانهم للأرمن والشركس وغيرهم من القوميات حيث تمتعوا بكامل حقوقهم في الوقت الذي تشدد فيه العثمانيون بتطبيق سياسة التتريك على هذه القوميات داخل تركيا في محاولة فاشلة لدفن معالم الإبادة المرتكبة بحقهم وآثارها.

قازان أكدت ان الاحتلال العثماني الذي حكم بالقوة البلدان العربية لم يستطع أن يزعزع تمسك السوريين بهويتهم وأرضهم ولغتهم مشيرة إلى أن نظام أردوغان الاستبدادي حاول منذ نحو تسع سنوات احتلال شمال سورية ولكنه فشل بمواجهة الجيش العربي السوري الذي أحبط مخططات النظام التركي وأطماعه.

 

المصدر : سانا

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.