موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

باهوز اردال : مكان حل القضية الكردية في سوريا وروج آفا هو دمشق

352
image_pdf

تحدّث القيادي في المقر المركزي للدفاع الشعبي الدكتور باهوز أردال إلى برنامج خاص بُثّ على قناة ستيرك TV. تطرق فيه إلى  الاحتلال القائم على الابادة للدولة التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا.

وقال “إن وجود ونضال الحرية للكرد تؤكد مشروعيته في أرجاء العالم وهذا يعتبر مستوى ومكتسباً كبيراً”.

نص اللقاء كما يلي:

مجزرة تل رفعت ليست صدفة

ارتكب الجيش التركي في تل رفعت مجزرة أخرى ضد شعبنا وأطفالنا في عفرين. وفي هذه المجزرة استشهد 10 من أهلنا بينهم 8 أطفال. حيث قصفوا المدينة من طرف ومن طرف آخر قصفوا المدرسة وارتكبوا بذلك المجزرة.

وهذه المجزرة في هذا التوقيت ليست صدفة أو حدثاً اعتباطياً.

لأن خارطة تل رفعت متوفرة بين يدي الدولة التركية ويعلمون أين تقع المدارس في المدينة. وبطبيعة الحال تحلّق طائرات الاستطلاع في الأجواء على الدوام وتستطلع المكان.

لذلك يعلمون كل مكان وماهيته وهل هو مدرسة أم مجمعات سكنية. لذلك لا يمكن للمرء القول إن هذه المجزرة هي غير متعمدة. لا يمكن النظر إليها على أنها تصادف. حيث شنوا هذا الهجوم عن سابق إصرار. وذلك لكي يقتلوا أطفال عفرين.

مجزرة تل رفعت استمرار لمجزرتي روبوسكي وكنداكولا

ليس هناك أي فرق بين هذه المجزرة ومجزرة روبوسكي. كما لا تختلف عن مجزرة كنداكولا كذلك. وفي كنداكولا هاجمت الدولة التركية بالطائرات الحربية وتسببت باستشهاد العشرات من أهلنا في جنوب كردستان معظمهم نساء وأطفال. كما تسببوا باستشهاد 34 من أبناء الشعب الكردي في روبوسكي في مجزرة.

والآن يفعلون الشيء ذاته في تل رفعت. والهجمات الثلاثة شنت على الأولاد الكرد. وكان كل هجوم في جزء مختلف من كردستان.

لكن الذين شنوا هذه الهجمات هي قوة واحدة وهي الدولة التركية. وظهرت حقيقة الدولة التركية ومقاربة سلطات العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP للشعب الكردي وذلك عن طريق هذه المجازر.

مجزرة تل رفعت ارتكبت مع سبق الإصرار

المجزرة والهجوم في تل رفعت ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد. يهدفون من وراء ذلك إلى توجيه رسالة لشعبنا وتخويفه ودفعه للهرب وإضعافه.

وفي حال استطاعت الدولة التركية لما اكتفت ب8 أطفال، لكن بسبب ردود الفعل لا يستطيعون ارتكاب الإبادة أمام أنظار العالم كما فعلوا مع الأرمن.

لكن ما يريدون فعله في روج آفا هو مجزرة كبيرة وعامة. ويريدون القضاء على كل شيء باسم روج آفا.

ولا يريدون فقط تنفيذ الحزام العربي في ذلك المكان بل تنفيذ حزام الإخوان المسلمين وداعش كذلك والقضاء على كل شيء باسم الكرد.

سنصعّد من نضالنا ونحاسب مرتكبي المجازر

نستذكر جميع الأطفال الذين قتلوا في المجازر وكل شهداء تل رفعت باحترام. وأساس نضال الكريلا الذين يقاتلون من أجل حرية كردستان هو محاسبة مرتكبي المجازر ضد شعبنا.

وسننتقم لكل هذه المجازر ومجزرة تل رفعت بتصعيد النضال. وقد تتمكن الدولة التركية الفاشية من قتل الكرد الأبرياء لكن لن تتمكن من إيقاف النضال من أجل الحرية والاستقلال للكرد.

على النقيض من ذلك ستتصاعد قضية الحرية. وكلما تأزمت الدولة التركية أمام نضالنا تتوجه نحو هذه الطرق الهمجية واللاإنسانية والمجازر. وهذه المجزرة هي من طرف اعتراف بتأزم الدولة التركية. وهي عجز وتأزم الدولة التركية أمام مقاومة ونضال شعبنا.

نضال شعبنا سيحدد النتيجة

وفي الفترة الأخيرة شنوا هجمات الاحتلال على غرب كردستان. وشعبنا هناك يقاوم منذ شهرين ضد هذه الهجمات. وغزت الدولة التركية والمرتزقة الواقعين تحت سيطرتها سري كانيه وكري سبي. لكن هذه عبارة عن مرحلة. وفي حال قيّمنا هذا الهجوم وفكرنا فيه بمعزل عن العملية العامة فإن ذلك سيكون ناقصاً.

لأنه هناك حرب في الشرق الأوسط عامة. وشعوب المنطقة تناضل من أجل مستقبل آمن وحر وبكرامة. وكذلك هناك مصالح للدول الاستعمارية والعالمية. وهناك حرب في هذا الإطار. والهجوم على روج آفا جزء من هذه الحرب. وقد دخلت الدولة التركية ومرتزقتها إلى هذه المناطق لكن نضال شعبنا سيحدد إلى متى يستطيعون البقاء هناك وماذا ستكون النتائج القريبة والبعيدة لذلك.

هجوم الاحتلال أظهر أهمية الدفاع الذاتي

وفي المرحلة الحالية تظهر الدولة التركية على أنها ناجحة جداً لكن الأمر ليس كذلك. ودخول سري كانيه وكري سبي لا يعني نجاحهم. والشيء الذي فعلوه هو احتلال. وفاتورة هذا الهجوم كان ثقيلاً على المحتلين. ومقاومة وفدائية شعبنا أحدث تأثيراً كبيراً في العالم بأسره.

وكان سبباً في نقل الشعب الكردي وروج آفا إلى أجندات العالم كله. ونضال الوجود والحرية للشعب الكردي أصبح قضية عالمية. وجعل العالم كله يقبل بمشروعية قضية الحرية لشعبنا في روج آفا. كذلك أظهر إلى أي درجة تحتاج شعوب شمال وشرق سوريا إلى قوات للدفاع الذاتي كما أظهر ضرورة مقاومتهم وأشار إلى مشروعية هذا الأمر.

الحل والسلام قصير الأمد ليس ممكناً في المنطقة

استوعب شعبنا في روج آفا بجميع مكوناته من كرد، عرب، آشوريين وسريان أن الحرب في المنطقة ليست قصيرة الأمد وليست مرتبطة بوضع سوريا فقط.

وهي متعلقة بالعراق وبالمناطق الأخرى وبكل شعوب المنطقة. والحرب هذه ستستمر ولا يبدو السلام قصير الأمد والحل والأمان ممكناً. وفي حال حصل أيضاً فإنه لن يكون طويل الأمد.

الحياة المشرفة ممكنة بالمقاومة والقتال

قدّم شعبنا في شمال وشرق سوريا تضحيات كبيرة. ودمرت منازلهم وقراهم ومدنهم بيد النصرة وداعش ثلاث مرات فوق رؤوسهم وأحرقت. والآن استلمت الدولة التركية المحتلة المهمة. لكن شعبنا اكتسب خبرة كبيرة. لذلك يجب أن يكون الجميع جاهزاً للمقاومة والقتال.

وإذا أردنا العيش بكرامة يجب أن نكون جاهزين حينذاك للمقاومة والقتال. لأنه هناك حرب في المنطقة وتفرض الحرب نفسها على الجميع. وفي حال لم نكن جاهزين للمقاومة والقتال عندها لن نستطيع العيش بكرامة وأمان. وللأسف هناك في عملية المقاومة والقتال دمار وموت.

وهناك ضدنا الدولة التركية بالاسم لكن الذي يحاربنا هو داعش وعقلية داعش وتستخدم طرق داعش في القتال. ونحن على يقين أن مقاومة شعبنا في روج آفا وشعوب سوريا ضد هذه العقلية الهمجية ستتصاعد من الآن ولاحقاُ. وسياسة الإبادة للدولة التركية القائمة على العداء ستكلفهم كثيراً. 

مكان حل المسألة الكردية في سوريا هو دمشق

يجب توضيح هذا الأمر: مكان حل القضية الكردية في سوريا وروج آفا هو دمشق. قضية الكرد والديمقراطية في سوريا يمكن حلها داخل حدود سوريا وبالجلوس مع الإدارة في دمشق. وهذا الأمر ينطبق على شعبنا في روج آفا وجميع شعوب سوريا.

يجب على النظام السوري التخلص من الرهاب الكردي

والحل بالنسبة للحكومة السورية كذلك هو إجراء حوار مباشر مع الكرد. يجب على الحكومة السورية التخلص من الرهاب الكردي.

والدعايات التي تقول إن الكرد انفصاليون ويريدون اقتسام سوريا ويتبعون للقوى الخارجية هي غير صحيحة. والواقع العملي قبل الثورة وبعدها أظهر أن كرد روج آفا لم يخطوا أية خطوة نحو الانفصال. وإدارة روج آفا وشمال شرق سوريا اتفقت مع الشعب العربي والشعوب الأخرى في المنطقة من الرقة وحتى دير الزور كما أنها تحاول تأسيس حياة مشتركة فكيف يمكن لها أن تكون انفصالية؟ وفي حال كان الكرد في روج آفا انفصاليين لما كانوا توحدوا إلى هذه الدرجة مع الشعب العربي ولما تعاونوا معه.

ولما كانوا عانوا بسبب الرقة ودير الزور. ولما كانوا حاولوا حماية سوريا كلها وليس فقط مناطقهم. وفي حال كانت هذه الحقيقة على أرض الواقع عندها يجب على النظام السوري التخلي عن الرهاب الكردي.

يجب عدم النظر إلى الإدارة الذاتية والكرد على أنهم أعداء

يجب على النظام السوري عدم النظر إلى الكرد في روج آفا والإدارة الذاتية كأعداء وألا تعاملهم على أنهم أعداء وعدم النظر لهم على أنهم مرتبطين بالقوى الخارجية.

لأن هذا ليس صحيحاً من جهة ولا علاقة له بالحقيقة وكذلك لا يسهم في الحل والنتائج التي ستواجه النظام لن تكون جيدة من جهة أخرى.

وفي حال قارب النظام بهذه اللغة والطريقة الكرد فإنه سيخدم أجندات أردوغان حينذاك. فأردوغان يريد تحريض النظام السوري ضد الكرد وتعميق الخلاقات بين الحكومة السورية والكرد. ويريد إظهار الكرد على أنهم انفصاليون وبذلك يريد إخافة النظام السوري من الكرد.

وهذا هو مفهوم أردوغان. وفي حال قارب بشار الأسد الأمر بهذا الشكل وكانت له هذه الطريقة عندها سيخدم أجندات أردوغان.

ما هي أجندات أردوغان؟ يريد احتلال سوريا. لذلك نقول إن الكرد والحكومة المركزية في دمشق يجب أن يطوروا من علاقاتهم من جديد. ويجب أن تكون علاقات عميقة.

وألا يكون هناك خداع فيها. ويجب تقييم هذه العلاقات بشكل موسع، وإلا لن يكون هناك أمن في سوريا ولن يستطيع النظام البقاء على قدميه.

يجب ألا ينسى النظام السوري أنه لولا تأسيس وحدات حماية الشعب YPG ولولا سياسة شعب روج آفا والإدارة الذاتية لما بقي هناك شيء باسم النظام.

والدولة التركية ومرتزقتها يتهمون الكرد في هذا المجال ويقولون “لولا وجودكم لكنا أسقطنا النظام.”

وفي حال تعاون الكرد مع الدولة التركية في عفرين وحلب هل كان من الممكن للنظام أن يبقى في حلب؟ وفي حال سقطت حلب هل كان من الممكن للنظام السوري البقاء على قدميه؟ وفي الجزيرة ألم يكن الوضع كذلك؟

يجب على النظام في دمشق توجيه الشكر للكرد ووحدات حماية الشعب YPG

موقف الكرد هو السبب الأكبر لعدم سقوط سوريا بين يدي الدولة التركية ومرتزقتها. لذلك يجب على النظام في دمشق توجيه الشكر لوحدات حماية الشعب YPG والكرد.

ولولاهم لما بقي هناك شيء باسم وحدة الأرض السورية وكانت الدولة التركية ستحتل كل مكان وتلحقه بتركيا. وكيف ألحقت لواء اسكندرون بها تريد الآن فعل الشيء ذاته في جرابلس وعفرين.

يجب على النظام في دمشق قراءة موقف الكرد الممتد لسبع سنوات بشكل صحيح وأن تؤسس علاقة جديدة وعميقة مع الكرد على هذا الأساس. وفي حال كانت هذه العلاقة على أساس قبول الكرد وحقوقهم فإن هذا سيضمن مستقبل سوريا والنظام لكن في حال استمر العداء للكرد وفي حال كان هناك إقصاء لكرد روج آفا فإن الدور سيأتي لاحقاً على النظام في دمشق.

لهذا السبب يجب على الإدارة في دمشق النظر للمستقبل والمسألة وألا تنظر للأمر بمنظار الشوفينية العربية وأن تتخلص من الفوبيا الكردية. وفي حال كان الأمر كذلك فإن ذلك سيكون صفحة جديدة من أجل مستقبل سوريا.

هجمة المحتل وحّدت الكرد من الناحية المعنوية

هجمات الدولة التركية على سري كانيه وكري سبي خدمت من ناحية أنها جعلت الشعب الكردي يعزز من وحدته. ومهما أراد أردوغان أن يجزأ الكرد وأن يسبب في اندلاع قتال بينهم فإنه بهذه الهجمات وحّد الكرد.

وهذه حقيقة. ومن الناحية الروحية والشعورية أصبح الكرد متوحدين وانتفضوا ضد هذه الهجمات. وهذا الأمر كان كذلك في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن وفي العديد من مناطق العالم.

أصبح شعب جنوب كردستان صاحب موقف وطني قوي

أصبح شعب جنوب كردستان منذ اليوم الأول للهجوم صاحب موقف قوي جداً وطني وكردستاني. حيث انضم شباب جنوب كردستان إلى المقاومة وكانت المشاركة من كل شرائح المجتمع وبدءاً من المثقفين حتى الإعلام أدى الجميع دوراً إيجابياً.

كذلك فإن شعبنا في شرق كردستان دعم المقاومة. ومهما كان هناك ظلم وإرهاب كبير ضد شعبنا في شمال كردستان فإننا نعلم أنهم بقلبهم مع غرب كردستان ونعلم ذلك من موقفهم من كوباني. وفي شمال كردستان كان هناك دعم للمقاومة عن طريق الفعاليات.

الوحدة الوطنية الكردية هي الضرورة الأبرز

ردد الكرد في كل مكان الشعارات ذاتها وعاشوا الأحاسيس نفسها. ورأى وفهم الجميع أن هذا الهجوم ليس فقط موجهاً ضد سري كانيه بل هو ضد الكرد عامة.

وشعر كل كردي بهذا وفهمه. وهذا مهم جداً. وفي هذه المرة أصبح الإعلام الكردي كله صوتاً واحداً.

وأبدى المثقفون والفنانون وجميع شرائح المجتمع الكردي موقفاً كردستانياً قوياً. وماذا يعني هذا الموقف الكردي الذي أبداه الجميع في جميع الأمكنة؟ أظهر لنا جميعاً أن الوحدة الوطنية من أجل مستقبل شعبنا هي الضرورة الأبرز. وجعل هذه الضرورة الموضوع الأبرز على أجنداتنا.

واقترب الكرد من بعضهم بشكل أكبر. وهذا تطور مهم جداً. وأهلنا في هولير والسليمانية ومهاباد أصبحوا يشعرون بألم سري كانيه. وهم يعيشون ألم كوباني في آمد وأوربا. وبهذا الشكل تعززت الروح الوطنية.

الهجوم هو على الكرد جميعاً

لكن شعبنا يقول: “أيتها القوى الكردية وأيتها القوى الكردية التي تمثل القوة السياسية توحدوا على بعض الأسس من اجل مستقبل الكرد وكردستان”. وهذا هو مطلب شعبنا وهذه هي رسالتهم لنا.

والقوى السياسية في الأجزاء الأربعة لكردستان انضموا لهذه العملية بشكل قليل جداً.

وكان البعض منهم فعالين جداً والبعض الآخر سلبيين. لكن ما هو الشيء المهم الذي يجب رؤيته هنا؟ هذه الهجمات التي تشنها الدولة التركية بهدف الاحتلال ليست ضد منطقة فحسب أو ضد جزء أو قوة بل هي ضد الكرد جميعاً.

تفرّق الكرد أدى إلى فقدان كل شيء

الأشياء التي تحصل في الشرق الأوسط تشبه تلك التي حدثت أثناء الحرب العالمية الأولى. ماذا حصل آنذاك؟ في جنوب كردستان حصلت انتفاضة محمود البرزنجي وفي شرق كردستان كانت هناك انتفاضة سمكو وفي شمال كردستان انتفض الكرد بقيادة الشيخ سعيد.

 وكانت هناك مقاومة ضد فرنسا في غرب كردستان. لكن كل تلك التطورات حصلت منفصلة عن بعضها البعض ولم يؤسسوا لعلاقة واتفاق بينهم كما كان البعض منهم ضد الآخر. حسناً ماذا كانت النتيجة؟ خسر الجميع.

الدولة التركية وقّعت على اتفاقية لوزان بتقديم التنازلات

في ذلك الوقت كان هناك اتفاقية سيفر. ورغم أنها لم تكن ملبية لجميع الطموحات إلا أنها كانت تعترف بحق الاستقلال للكرد، كما كان هناك حديث عن الكرد. لكن بعد ذلك ب 3 سنوات وقعت اتفاقية لوزان.

حسناً ماذا كان اتفاق لوزان؟ كانت عبارة عن إنكار الكرد. وخلال السنوات الثلاث تلك كيف انتقلوا من سيفر إلى لوزان؟ لأنه في تلك الفترة كانت الحركات الكردية ضعيفة ولم تؤسس الحركات لعلاقة مع الأخرى وكانوا يبتعدون عن بعضهم البعض بفكرة “يجب ألا يصيبني حريقهم” وكانوا يفكرون بأنفسهم فقط.

ومن الطرف الآخر كانت الشوفينية التركية فعالة جداً وكانت تتنازل للجميع. حيث تنازلوا لأمريكا، السوفييت والدول الأوربية ووقعت بهذا الشكل على اتفاقية لوزان التي كانت تنكر وجود الكرد.

يريدون التوصل إلى لوزان أخرى أسوأ من الأولى

الآن فإن المرحلة التي نعيشها لا تشبه المرات السابقة. فالحركة الكردية قوية. وفي السنوات السابقة فإن الكرد عززوا من موقعهم بالنضال ضد داعش.

وخلقت إمكانات وفرص كبيرة من الناحية السياسية والعسكرية والدبلوماسية. وهناك إمكانات أمام الكرد أفضل من تلك التي كانت في سيفر.

لكن الشوفينية التركية والقوى الأخرى المحتلة تحاول كثيراً من أجل التوصل إلى لوزان أسوأ من الأولى. واليوم هناك نضال وقتال من أجل هذا الشيء.

تحديث اتفاقية لوزان إكمال لمفهوم الإبادة

هذه المراحل ليست منفصلة عن بعضها. ففي السنوات السبع الماضية أصبح الكرد في جنوب كردستان وغربه وشماله وفي العالم كله أصحاب قوة ونجحوا في الدخول إلى أجندات العالم. وهناك مفهوم ضد هذا.

ما هو هدف هذا المفهوم؟ يريدون إضعاف الكرد وإقصاءهم خطوة بخطوة. من يعد هذه الخطة؟ إنها خطة المستعمرين. ومن يقودها؟ الدولة التركية القائمة على الإبادة.

وكما كانت الشوفينية التركية سبباً في التحول من سيفر إلى لوزان فإنه اليوم أيضاً هناك الشوفينية التركية ذاتها. أين هاجمت الدولة التركية في البداية؟ هاجمت كركوك ثم شنكال وبعد ذلك عفرين والآن سري كانيه.

كما يهاجم شعب شمال كردستان والسياسيين هناك وينفذ عمليات الإبادة.

وأي من هذه الهجمات ليست منفصلة عن الأخرى وجميعها قائمة على مفهوم واحد. وبقيت بضعة سنوات من أجل مرور 100 سنة على اتفاقية لوزان. والدولة التركية تريد في هذا القرن أيضاً ضم الأجزاء الأخرى من كردستان وتهاجم بهمجية من أجل عدم بقاء شيء بيد الكرد.

مستقبل الكرد جميعاً مشترك وإما سنتحرر أو سنفقد كل شيء

هناك مصير واحد أمام جميع الكرد وكل أجزاء كردستان والقوى الكردية. ما هو هذا المصير المشترك؟ إما سيتحرر الكرد جميعهم وسيتحرر كل جزء بأصالته وإما ستصبح لوزان أخرى بلاء على الكرد.

وليس من الممكن أن يكون هناك سيفر لبعض الكرد ولوزان من أجل البعض الآخر.

ولا يمكن أن يكون هناك سيفر لأجل بعض الأجزاء ولوزان من أجل الأجزاء الأخرى وأن يعترف بوجود جزء وأن يستقل وأن ينكر وجود جزء آخر.

لا يمكن لهكذا شيء أن يحصل. وإذا كان البعض يفكر أن الأمر سيكون كذلك فإنهم يجب أن يعلموا أن هذا غير ممكن. وخاصة إذا نظر المرء إلى التطورات الحاصلة في السنوات الثلاث الأخيرة فإنه يمكن رؤية أن كل جزء من كردستان هو قسم من المنظر العام.

لذلك فإن الشروط الموجودة وموقف الشعب الكردي يفرض اجتماع القوى الكردية على بعض الأسس.

المصدر : هاوار

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.