ملحمة جلجامش – مترجمة –
مشرقيات || تاريخ || ملحمة جلجامش ||
ركب كلكامش و اور-شنابي في السفينة، انزلا السفينة في الامواج وهما على ظهرها، وفي اليوم الثالث قطعا في سفرهما مايعادل شهرا وخمسة عشر يوماً من السفر العادي وبلغ اور__شنابي مياه الموت، وعندئذ نادى اور-شنابي ، كلكامش وقال له :
هيا يا كلكامش اسرع وخذ مردياً وادفع به
وحذار ان تمس يدك مياه الموت
اسرع يا كلكامش وتناول مرديا ثانياً وثالثاً ورابعاً
يا كلكامش خذ مردياً وخامساً وسادساً وسابعاً
خذ يا كلكامش مردياً ثامناً وتاسعاً وعاشراً
خذ مردياً حادي عشر وثاني عشر
وبمائة وعشرين دفعة مردي استمعل كلكامش كل المرادي ثم نزع كلكامش ثيابه ونشرها بيديه كأنها الشراع وكان اوتو-نبشتم قد ابصر السفينة من بعيد فأخذ يخاطب قلبه ويناجي نفسه ويقول :
علامَ دُمرت صور الحجر الخاصة بالسفينة؟
ولمَّ يركب عليها شخص غير ملاحها؟
فإن الاخر الاتي فيها ليس من اتباعي .
(بقية العمود الرابع وبداية الخامس مخرومة ولكن من سياق النص يتضح ان كلكامش التقا ـبــ اوتو نبشتم ، فيسأله عن سبب مجيئه وهي نفس الاسئلة التي وجهتها اليه صاحبة الحانة والملاح، واجاب كلكامش نفس الاجوبة ) ثم اردف كلكامش وخاطب اوتو نبتشم قائلا:
ولذا تراني قد جئت لارى اوتو نبتشم الذي يدعونه القاصي لقد طوفت في كل البلاد واجتزت الجبال الوعرة
وعبرت كل البحار
لم يغمض لي جفن ولم اذق طعم النوم
انهكني السير والترحال وحل بجسمي الضنى والتعب
ولم اكد ابلغ بيت صاحبة الحانة حتى خلقت ثيابي وتمزقت ، قتلت الدب والضبع والاسد والفهد والنمر والظبي والايل والوعل وكل حيوان البر ودوابه
اكلت لحومها واكتسيت بفروها
المصدر : ترجمة د. طه باقر