موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

المستعمرات السرطانية في الشمال السوري ” الأيغور ” مثالاً

683
image_pdf

الأويغور، وهي تعنى الاتحاد والتضامن باللغة الأويغورية، وهم شعوب من أصول تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية. يتركز الأيغور في منطقة تركستان الشرقية  ذاتية الحكم على مساحة تعادل 1/6 مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين و يدينون بالإسلام. وتسيطر الصين على الإقليم الذي تسميه شنغيانغ (أي الحدود الجديدة) منذ العام 1949، وهو يشهد أعمال عنف دامية منذ العام 2009، حيث يطالب سكانه بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر بكين الإقليم منطقة ذات أهمية استراتيجية لها.

قام شعب تركستان الشرقية بـعدد من الثورات ضد الشيوعيين في الفترة منذ عام 1949 وأعدم منهم ما يقارب الالاف من تركستان الشرقية. ونجحت اعداد منهم بالهجرة إلى الدول المجاورة، بينما اعتقل ونقل مئات الالاف منهم الى معسكرات الاعتقال في تركستان الشرقية. وسافر الآلاف من “الإيغور” سراً إلى تركيا عبر جنوب شرق آسيا، للفرار من الاضطرابات في “شينجيانغ”، ويعيش نحو 20 مليون مسلم في الصين. وهنالك حضور ايضا الى الحزب التركستاني  في الصين والذي ينشط في داخله اعداد من مسلمي الصين.
الدعم التركي ||
ولازالت الحكومة التركية تدعم الحركة الايغورية لدوافع قومية وتعمل تركيا على دعمهم والسيطرة على  قيادة الحركات التركية و حسب المعلومات المتوفرة دعم الحركة الايغورية من قبل تركيا في سوريا يأتي ضمن طموحات تركيا التوسعية داخل سوريا للاتراك، وقد وجهت الصين اتهامات لتركيا بمنح الإيغور، وثائق هوية ثم تسهيل سفرهم لسوريا والانضمام الى داعش، وفي هذا السياق، كانت أعلنت الحكومة التايلندية خلال شهر يوليو 2015، عن ترحيل (مائة) شخص من الإيغور إلى الصين ورحلت 170 منهم إلى تركيا بعد التأكد من هوياتهم التركية، وشهدت خلال السنوات الماضية مدن تركية  في اعقاب ذلك تظاهرات للتضامن مع الإيغور، في حين تعهدت تركيا ترك أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين الإيغور الفارين من الصين مع بداية الحرب على سوريا، كشفت تقارير حكومية من دول شرق آسيا عن وجود أدلة  تثبت أن  تركيا وتنظيم داعش نظموا  عمليات سفر هذه الجماعات التي بدئت تدخل سوريا عبر تركيا ضمن منذ عام 2013 “هجرة العوائل” واضافت التقارير بانه هناك عمولة تدفع للوكلاء مقابل كل شخص من الايغور  تقدر ب(2000$) .
ويعمل المقاتلون التركستانيون تحت مظلة الحزب الإسلامي التركستاني الذي أسسه أبو محمد التركستاني أواخر تسعينيات القرن الماضي، وعام 2013 شكّل الحزب فرعاً له سمّي بالحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل السنة، وسجل خلال السنوات الماضية تمركزهم وقتالهم في مناطق أدلب وريفي حلب وحمص إلى جانب النصرة حيناً وداعش في حين آخر بحسب التعلميات التركية وكان تمركزهم في جبل الزاوية ، وأستمرت عملياتهم القتالية في تلك المناطق خلال أعوام 2014-2015-2016-2017- ومؤخرا ً بعد اتفاقات خفض التوتر التي ترعاها تركيا وروسيا توقف الحزب التركستاني عن القتال بشكل علني بينما تووع أعضائه بين هيئة تحرير الشام والمجموعات الأخرى .

التوطين في عفرين :  أما الآن فقد بدأت الصورة تتضح من عمليات هجرة ” العوائل ” تحت أسم الجهاد ، حيث قالت مصادر متفرقة أن الدولة التركية بدأت بتجميع العوائل الأيغورية – التركستانية في المناطق التي تحتلها من سوريا خاصة ريف أدلب ، وبعد سيطرتها على عفرين السورية أخذت تنقل هذه العوائل إلى القرى في عفرين ليكونوا بديلا ً عن أهلها الأصليين ، حيث تسعى تركيا لتشكيل مستعمرات سرطانية في نسيج المجتمع السوري ، وليضمن لها بقائها ومصالحها في السنوات القادمة ، بالإضافة إلى أن الدولة التركية وبالتنسيق مع روسيا بدأت بنقل وأستقبال المرتزقة القادمين من ريف دمشق مؤخرا ً – الغوطة الشرقية وجرى توزيعهم على النواحي والبلدات في عفرين ليكونوا سكانها المستقبليين ، مما يعني أن خطة أنشاء المستعمرات تجري على قدم وساق وهي شبيهة بالمستعمرات اليهودية في فلسطين التي تكونت من خلايا سرطانية وسيطرت تلك الخلايا على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأصبحت أمرا ً واقعاً في أي أحصاء سكاني أو توزع جغرافي .

وختاماً من الواضح أننا سنشهد إعادة أستنساخ لما حصل من عملية اجتزاء لواء اسكندرونة المحتل من قبل تركيا برعاية فرنسا ، وما تبعه من عملية تغيير ديمغرافي حيث أصبحت القومية التركية هي السائدة وماكان  أسمه لواء الاسكندرونة أصبح أسمه ” هاتاي ” ، فهل تكون عفرين الحالية ، دولة الايغور المستقلة في قادم الأيام ؟

 

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.