موقع اممي ثوري ثقافي مناهض للامبريالية ومناصر لقضايا الشعوب حول العالم.

رسائل سربيل بولات : عضوة حزب تحرير شعب تركيا-الجبهة

حزب تحرير شعب تركيا-الجبهة (T.H.K.P.-C)
853
image_pdf

رسائل سربيل بولات *

أيها الرفاق؛

بينما نستعد لاستقبالكم بحرارة المرحلة، بقوة وضعنا الخاص الراهن المكتمل بشكل تام، بحماس مسيرتنا المنتصرة، أحاول أن أناشدكم وأحييكم في النار. أتمنى لنا جميعاً لحظات مليئة في مسيرتنا في حرب الطليعة.

صوتي ليس قوياً بما فيه الكفاية. لأنني لن أنتظر الوقت الذي سآخذ فيه مكاني في وحدات حرب الكريلا على قمم الجبال بأسلحتنا. للقتال يداً بيد ضد العدو في الساحات، للانخراط في أعمالٍ من شأنها أن تجعل أصحاب نظام الاستغلال والقمع، أرباب المال، يرتجفون في مخابئهم؛ لترديد أغاني القتال مع الطبقة، في المصانع، في الساحات، للدبكة؛ لن أنتظر أن أكون في أعمال تنفيذ استراتيجية الحرب العسكرية المسيسة التي ستعزز الرفاقية مع القائد ماهير وغيرها الكثير من الأمور.

هذا الوضع يتضمن تناقضاً بحد ذاته…

ولكن عندما ننظر إلى الرد على الهجمات ضد القادة الثوريين، يمكننا أن نرى أن الأحداث التي نشأت في قزل داره في تاريخنا؛ هي ملحمة مقاومة مشرّفة كـ رد على الهجوم ضد رفاقٍ من القادة الثوريين: دنيز ويوسف وحسين، والتي تشكل مثالاً على ذلك.

أنا لا أقوم بالموازنة، ليس لدي الحق في القيام بذلك… لكن في ظروفي، إنها طريقة نارية لحرق العدو، لتعميق الحرب في نفسي رداً على الهجوم…

أنتظر منكم أن تفهموها وتتبنوها. بينما نحن مقيدون بالنصر، ونعبر مسارات الثورة شديدة الانحدار والمتعرجة، فأنا أيضاً أريد أن أحمل راية التحرر الثوري.

اعطوا قطعةً حمراء من احمرار الفجر الغير قابل للمحاكمة، اتركوها من قمم الجبال، أعطوني رشفةً من الماء، من مياه ينابيع المرتفعات، من ضحكة الأطفال في الشوارع، من القلب المحب لأمهات السبت، من عظمة الرفاقية، من الدفء الودي للطبقة في خيم الإضراب، بقدر ما أستحق…

أريد أن أكون جندية في حربنا الطليعية التي تحطم التوازن المصطنع.

إن رغبتي في السير على خط الحزب-الجبهة تكون إجابتها كبر هويتي التنظيمية. بصفتي مرشحة لعضوية وحدة الدعاية المسلحة الماركسية اللينينية، أعتقد أنني لم أستحق العضوية.

أدين هجمات الإمبريالية والأوليغارشية على الشعوب بشكل عام وعلى الشعب الكردي بشكل خاص، في شخص القائد الثوري عبد الله أوجلان، وأقول لا يمكن محاكمة القائد الثوري عبد الله أوجلان، أكمل استعدادي لتقيؤ حجم غضبي على العدو واللهب في جسدي.

أيها الرفاق؛ لم يكن لدي اللغة والوقت للتعريف عن نفسي. ولكن لدي إيمان راسخ بأنه سيتم فهمي.

مرة أخرى أحييكم وجميع الأصدقاء بكرامتي الثورية.

لا يمكن محاكمة القادة الثوريين!

–  PKK إطلاق سراح قائد حزب العمال الكردستاني !

– فلتسقط الأوليغارشية، يحيا التحرر الثوري!

– تسقط الإمبريالية!

فلتسقط الفاشية، عاش نضالنا!

تحيا وحدة الدعاية المسلحة الماركسية اللينينية!

تحيات ثورية

سربيل بولات

17/02/1999

إلى شعوبنا وعائلتي؛

لن أكتب لكم مطولاً. آملُ ألا تغضبوا بسبب ذلك. أريد فقط أن أقول هذا: يسعدني أن أحييكم بشرف السير مع الجبهة-الحزب في الحرب الشعبية، وهي حربٌ عادلة ومشروعة وستحقق النصر بالتأكيد. في نشوة هذا الشرف، سوف أتقيأ غضبي على العدو بالنار.

علينا أن نأجج الحرب لخنق الإمبريالية، الأوليغارشية التركية في الدماء التي سفكتاها. على الطريق الذي حُدِّدَ بـ اسم الشعوب، أحاول اللحاق بالمسيرة دون تردد.

نحن دائماً معاً. هذا ليس فراقاً، بل التقاءً. لا يمكن محاكمة الإرادة الثورية من قبل القوى الإمبريالية وDGM (محاكم أمن الدولة) التابعة للأوليغارشية التركية.

لا يمكن إخضاع الإرادة الثورية للاستسلام.

تماشياً مع هذا الواقع؛ لا أستخدم حرق نفسي كوسيلة للهجوم بسبب محدودية المجال الذي أتواجد فيه، بل أستخدم وسيلة حرق العدو.

آملُ أن تفهموا هذا. أكنُّ لكم حباً عظيماً. أعتقد أنكم ستستجيبون لرغبتي بأنْ أكون رفيقةً لكم من خلال فهمكم لي.

أقبل أيادي والديَّ. أحييكم وأحتضنكم بدفء النار والشمس. لا تحزنوا. وكما قلت؛ هذا ليس فراقاً، بل التقاءً.

إن لقائي معكم ليس سوى محطة واحدة للقاء عمال بيتكيم الذين قتلوا بمراجلهم الفولاذية في علي آغا بيتكيم بأجسادهم الصغيرة العاملة، والذين كانوا دائماً في خطر الموت، وللقاء حرب التحرير الإرادية للكريلا الكردستانية وثوار العالم وشهداء الثورة.

سوف نلتقي مرات عديدة. سوف نجتمع في الجبال، في الشوارع، في الاشتباكات، في المتاريس، وأخيراً في أغاني النصر التي ألّفتها الحياة الجديدة والإنسان الجديد.

بدلاً من إشعال النار في الأجساد، يجب أن تكون مكرسة لتصعيد الحرب والوصول إلى النهاية المظفرة للمسيرة المنتصرة.

أريد أن يسمع أصدقائي في حزب العمال الكردستاني أنني أحرقت نفسي من أجل وضع نقطة النهاية لهذه العملية.

أحييكم جميعاً، وأقول: فلنرفع التضامن الثوري.

تنتصر الثورات بعدما تصبح شعبية. إن دور القادة الثوريين مهم وحيوي. القائد الثوري عبد الله أوجلان سوف يتصرف بهذا الوعي وعليه القيام بذلك. في الحالات التي يتم فيها إزالة القادة أو تحريفهم عن الخط، يتم تشكيل قادة جدد وسيتم تشكيلهم. ستستمر المسيرة بالنظر في الحياة والحرب وتقييمهما بالكامل.

أحيي جميع ثوار العالم!

فلتسقط الفاشية، عاش نضالنا!

تحيا الحرب العسكرية المسيسة!

تحيا وحدة الدعاية المسلحة الماركسية اللينينية!

سربيل بولات

إلى أختي العزيزة وبنات وأبناء إخوتي؛

أختي؛ لقد تلقيت للتو رسائل من الأطفال. مكتوبة بشكل جميل للغاية. صورة ديلوش رائعة. رؤيته يبتسم في كلتا صورتيه جعل قلبي يضحك. اعتنِ جيداً بالأطفال ونفسكِ. أُرسل تحياتي ومحبتي لصهري.

أعتقد أنكِ عاطفية كما اعتدتِ أن تكوني. على الرغم من أن هذا ليس سيئاً للغاية حين تتمكنين من توجيه عواطفكِ، علاوة على ذلك؛ عندما تشكّلين عواطفكِ بمنطقكِ تصبحين إنسانة مختلفة وسامية ومحبوبة أكثر. لذا ما أودّ قوله؛ لا تدعِ عواطفكِ ترهقكِ كثيراً. فكّري وحاولي أن تفهمي ما يحصل، وما سيحصل.

علينا أن نرى ونفهم كيف يتم نسج الغد عقدةً تلوَ الأخرى. علينا أن نؤمّن مستقبل أطفالنا بما يتناسب مع قوتنا ووجودنا.

هذه المعركة؛ معركةُ كفاحٍ من أجل وضع حد للقباحة، ووضع حد للشناعة، والقضاء على الاستغلال والقمع. محاولةً القيام بدورها في الحرب الثورية.

نحن بلورةُ نضالٍ من أجل المضي قدماً بشرف فيما تم إنشاؤه منذ قزل داره، من خلال الحفاظ على الراية التي أورثوها شهداء الثورة، ونصبها في قلعة النصر.

في هذا الاتجاه؛ عشتُ بحماس للوفاء بمسؤولياتي. أحببتُ الحياة. أحببتُ الحياة في الأطفال.

أحببتُ في عيون كريلتي هيلكيز التيموكية (اسم القرية)، في أصابع هيلكيزي التي ضغطت على الزناد بسحر عمر الـ 14.

اليوم؛ نحن في جمالِ جعْلِ حب الحياة هذا أبدياً من أجل غد الأطفال. الجمال كله لنا، وغداً سيكون لشعبنا وطبقتنا ورُضعائنا.

لا أستطيع الكتابة مطوّلاً. معذِرةً. بلّغي حبي للمعارف والجيران. أحيي بحب العائلة اللطيفة والرضيع الأسود في الصورة التي أرسلتها فيدان. الصورة تظهر اندماج الشعوب. واحدة من السيدات كانت تحمل عصا. أعتقد أنها مريضة. أتمنى لها الشفاء والعافية. بلّغي تحياتي لأمي وأبي والفتيات وزينب وآينور والجميع.

مع خالص حبي

سربيل”

عزيزتي فيدان؛

أعلم أنك ستغضبين لأنني كتبت قصيراً. لكن صدقيني؛ أسرق الوقت بين المهام الأخرى كي أكتب للتعبير عن حبي لكِ. أعجبتني رسالتكِ. رغم أنني لا أستطيع أن أجادلك وجهاً لوجه حول الشباب وواجباتهم، أعتقد أنني استطعت الشرح. عندما نقول الشباب؛ بالفعل قد كبرتِ. علماً اعتقدتكِ مازلتِ طفلة. حسناً؛ ماذا نفعل، أحياناً أرى أنني لا أستطيع أن أكون متابعة جيدة…

روشام الروح، مهندستي الكفيفة چورام؛ اعتنِ بنفسكِ وإخوتكِ وأصدقائكِ. أديري اتجاهكِ نحو الجزر، سكان الجزر، ولوّحي للشفق. ابتسمي للشمس الحمراء عند الفجر. خالتكِ التي أحبتكِ دائماً وستحبكِ.

فيكانتنا؛

صاحبة القلب المتمرد والمجنون.

سمعتُ صوتكِ مرة أخرى بكلماتكِ الجميلة والمألوفة. خطر ببالي الأغاني الشعبية التي غنيتيها. انطلقنا في مساراتٍ كي لا تتلقين الألم والتعذيب عندما تكبرين وتصبحين في السابعة عشرة من عمركِ.

إذا سلكتِ طرقاً وعرة شديدة الانحدار، دعِ رأسكِ شامخاً وصوتك عالياً مثل الغابة. اطلبي دائماً أشياء عظيمة. لا تخافي من ارتكاب الأخطاء. أَحبي أصدقائك كثيراً. العبي في الحدائق حتى الاكتفاء.

أريد أن ألعب لعبة لعبتها معك في الماضي. لعبة بريه. دعيني أخبركِ إذا كنت تريدين. هذه لعبة حرب تطور التكتيكات. ننصب عصا على الأرض. نقوم بإنشاء مجموعتين بعدد متساو. تحاول المجموعة الأولى الاستيلاء على ذاك العصا، بينما تحميه المجموعة الأخرى. المجموعة التي تحرس العصا هي الدفاع، المجموعة التي تحاول الاستيلاء عليه هي الهجوم. أولئك الذين هم في موقف دفاعي يمكنهم أيضاً التحرك والهجوم. تحاول كلتا المجموعتين تقليل عدد المعارضين عن طريق اصطياد بعضهما البعض أو المرور بين شخصين من المجموعة المقابلة. إذا استحوذ الهجوم على ذاك العصا، فإن النصر له. ولكن إذا طور الدفاع تكتيكات، فيمكنه أيضاً تحقيق النصر من خلال القضاء على أعضاء المجموعة الآخرين. لم أستطع توضيح اللعبة بحذافيرها. إذا كنتِ تريدين، يمكنك التعلم واللعب من أولئك الذين يعرفون. إنها لعبة ممتعة. أنا أُنهي هنا لأنني سأكتب إلى ديلان ودنيز. أعانقك وأقبلك بكل حبي.

ديلان ودنيز؛

الصور التي رسمتماها كانت جميلة جداً. أُسعِدتُ للغاية. إذا رسمتما أجمل منها، أرسلاها إلينا مرة أخرى. ديلان؛ وأنا أيضاً اشتقتُ إليكِ. تريديني أن آتي، لكنني معك بالفعل. تبدو صورة فستان زفافكِ جميلة جداً. لقد رأيتك بجانبي. هل تعلمين أنك لم تبكي أبداً. إياكِ أن تبكي. لا تزعجي أخواتك. اعتنِ بدنيز. دنيز؛ انسجمي جيداً مع الأطفال هناك. إنهم يحبونكِ. أحبيهم أيضاً.

قبِّلي الطفل الأسود في الصورة نيابةً عني.

سيتم التحدث بما لم أستطع كتابته وما لم أستطع شرحه.

أحبكم جميعاً. اعتنوا بأنفسكم.

تحيات ثورية

سربيل”

هفال…

أريدكِ أن تحتفظي بهذه الملاحظات المكتوبة على عجل وأن تسلميها لأصحابها. في شخص رفيقي….. بلّغي حبي لجميع الرفاق. أحببتكم وأحبكم. أقبل يدا والدتي. اعتنوا بابنتنا كولار وجميع أفراد المهجع.

إنني معكم في مقاومات الزنزانة.

احتضني الأصدقاء في المهجع 18. أعانق كامل ومسلم و س. علي وجميع أصدقائي الذين لم يتح لي الوقت لكتابة أسمائهم، وأتمنى لهم النجاح.

لدي أخ كفيف في الخارج. أريده أن يعرف أنني لم أنسه. آملُ أن تفهموا موقفي.

تحيات ثورية

سربيل

الساعة: 4:20

ملاحظة: أُعطي رسالة لإخوتي وأخواتي ألا ينزعجوا وأن يعززوا المسيرة”.

THKP-C / MLSPB (حزب تحرير شعب تركيا-الجبهة/وحدة الدعاية المسلحة الماركسية اللينينية)


ترجمة من تركي ألى عربي محمد كمال

*  في 15 فبراير/شباط 1999؛ من خلال مؤامرة دولية (الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا)، تم تسليم قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لتركيا. بعد تسليم أوجلان لتركيا، أضرم العديد من الأشخاص النار بأجسادهم في سجون تركيا وشمال كردستان. وكانت سربيل بولات إحدى عشرات الأشخاص الذين أضرموا النار في أبدانهم، كانت معتقلة في سجن ساكاريا.

كان الرد الثوري لعضوة THKP-C / MLSPB المعتقلة سربيل بولات، على المؤامرة الدولية في 15 فبراير/شباط 1999 بقيادة الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل الصهيونية وتركيا الفاشية، هو إشعال النار ببدنها في سجن سكاريا في 17 فبراير/شباط 1999. كتبت الرفيقة سربيل سلسلة من الرسائل (رسائل منشورة) قبل إشعال النار في جسدها.

لقد مرت سنوات منذ أن أضرمت الرفيقة سربيل بولات النار ببدنها في سجن سكاريا. ولدت الرفيقة سربيل من جديد وعاشت ويتم إحياؤها. نحن؛ مقاتلو THKP-C/MLSPB الذين تسلّحوا بأحلام سربيل بولات، نواصل حمل مشعلة الثورة كرفاقها في تركيا وسوريا وفي مناطق دفاع الميديا (شمال العراق).

-مُسلَّحون بأحلامها، نحمل تطلعاتها!

image_pdf
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.